ابدأ التدريب بالترحيب بالمتدربين والتعريف بنفسك، ومن الجيد أن تطلب من ضمنهم التعريف بأنفسهم لِكَي تقوم بالتعرف على خبراتهم ومراكزهم. سعى النظر إلى المتدربين دائما موزعا نظرك بينهم معا، وسعى ألا تكون عبوسا أو متجهما بل كن بشوشا. نشد كسر الحواجز بينك وبين المتدربين وبين بعضهم البعض ، وقد تلجأ إلى القيام ببعض التمارين الجماعية في البداية وذلك يتوقف على وقت التدريب ومدى رسميته وعلى أعمار ومراكز المتدربين.من المهم أن تتحدث في البداية عن منظومة التدريب من إذ فرصة طرح أسئلة خلال الشرح، استعمال التليفون المحمول، الذهاب للخارج والدخول من الحجرة، مواعيد الراحة، وأي خدمات أخرى متوفرة للمتدربين. من المُفضَل عدم السماح باستخدام الهاتف المحمول داخل القاعة ومن المعتاد السماح بطرح الأسئلة خلال التوضيح. نشد الحفاظ على الإطار في قاعة التدريب إلا أن بشيء من اللطف والحكمة.
تحدث عن موضوع التدريب وحدد ما سوف يتناوله وحاول التعرف على ما يتوقعه المتدربون. لو كانت توقعاتهم مشابهه لما أعددته فهذا جيد، ولو كانت متنوعة فإما أن يكون بالإمكان تلبيتها أو أن تبدو أن ذلك البرنامج التدريبي لن يغطي قليل من التنبؤات.
فمثلا قد يُطلَب منك تجهيز دورة تدريبية عن مبادئ تخطيط الإنتاج ثم تجد من يتنبأ أن تحدثه عن تخطيط المبيعات فلا يكون معقولا أن تحول الشأن كليا. غير أن في وضعية عدم التمكن من تغطية بعض التكهنات فمن المُستحسَن أن تَدل المتدرب على منشأ مثل كتاب أو موقع إلكتروني قد يجد فيه بعض المعلومات التي تفيده، أو أن تعطيه بعض المواد التدريبية التي قد تعينه.ايضا عليك شرح لزوم الموضوع للمتدربين في البداية وأثناء التدريب.
2.التعامل مع المتدربين
لدى التعامل مع المتدربين ينبغي أن تحترم خبراتهم وعلمهم وألا تعاملهم كتلامذة في المدرسة. لا أقول إن عليك أن تصطنع الإجلال ولكنني أعني أن تكون مقتنعا بذلك في نفسك فيكون الإجلال طبيعيا. من الممكن أن تصادف بعض المتدربين الذين يعرضون أفكارً تظهر سفيهة إلا أن عليك أن تعالج الأمر بدون أن تُسفه آراءهم.
لا تخرج عن مقال التدريب وحاول توجيه المتدربين الذين يخرجون عن الأمر إلى مقال التدريب مرة ثانية بشيء من اللطف. احرص حتّى تجيز الإمكانية للجميع للإسهام والاستفادة من التدريب. لاحظ المتدربين وتعبيرات وجوههم للوقوف على ما إذا كانوا متحمسين للتدريب أم لا، ونشد أن تجعل التدريب خبرة ممتعة للمتدربين بخلق بيئة جيدة ومريحة في نطاق حجرة التدريب.
تكهن أن تجد تفاوتاً في خلفية المتدربين الماضية عن مقال التدريب وأيضاً في إمكانياتهم على الإدراك. عليك أن تتعامل مع ذلك الظرف بأن تُظهِر تقديرك لخبرات من له خبرة في المسألة وبألا تجعل من يسمع المسألة للمرة الأولى يحس بالحرج ويطمح لو تغيب التمرين أصلا.
فمثلا قد تستخدم عدد محدود من الفقرات اللغوية التي تُوضح تقديرك لمن له خبرة في الأمر بأن تقول “من الممكن قليل من سيادتكم له خبرة في ذلك الميدان” أو تقول لدى مشاركة أحدهم “تلك معلومة جوهرية”. وأحيانا تطلب ممن له خبرة تفسير قليل من المواقف التي استخدم فيها مقال التدريب فهذا يضيف أمثلة واقعية ويفيد المتدربين الآخرين ويُشعر ذلك المتدرب بأنه مساهم مؤثر في عملية التدريب.
عليك ايضاًً أن تدعم الواحد الذي يسمع الأمر لأول مرة بمزيد من التوضيح بحيث يمكن له أن يدرك من دون أن تُظهِره بشكل التلميذ الفاشل، فمثلا يمكنك التعليق بـ “ربما بعضكم يعرف معنى التسويق ولكن دعونا نسترجع الأمر معا ونتعرف على الجديد فيه”. وقد تجيز للمتدربين بالمشاركة.
عليك ايضا دعم المتدربين أثناء أداء بعض التمارين بأن تساعدهم بنفسك أو أن تشكل مجموعات تقوم بحل التدريبات من اثنين فأكثر بحيث تكون كل مجموعة مزيج من ذوي الخبرة في الشأن مع من لا دراية له بالموضوع من قبل. بهذا الشكل تستفيد من ذوي الخبرة ولا تُحرج الأقل خبرة، إلا أن عليك متابعة التناقل بينهم لأجل أن لا يهُمُّ واحد من المشاركين بازدراء الآخر.
3.التعامل مع الصعاب
قد تجد أن أحد المتدربين لا يود في المشاركة وآخر يتحدث كثيرا وآخر يرفض التدريب أصلا. عليك أن تتعامل مع تلك المواقف بما يكون سببا في فوز الدورة واستفادة أضخم عدد من المتدربين.فالشخص الثرثار يأخذ وقتا أطول من الباقين ومن ثم يستهلك وقت التدريب ويؤثر على مشاركة الآخرين.
لهذا فعليك أن تسعى إختصار حديثه حينما يبدأ في التقاط أنفاسه ثم افتح الباب لمشارك أجدد مُشعِرا المساهم الأضخم بتقديرك لتصريحه. أيضا لا تكثر من طرح الأسئلة فوق منه ولا تكثر من البصر إليه حينما يتكلم لكيلا تشجعه على الاستمرار.
تَستطيع أن تستخدم اللطف والحكمة فتقول “السيد فلان لديه نقط وفيرة جيدة غير أن أستَأذِنك أن نُتيح الإمكانية للآخرين”. ثمة نوع أجدد وهو الثرثار الذي يتحاور في غير مقال التدريب فهذا عليك أن تظهر له لزوم ما يتكلم فيه وأن تطلب منه بلباقة العودة إلى نص التدريب.
قد تجد شخصا كارها للتدريب نتيجة لشعوره بالضيق من كلف ما. استمع له لتتعرف على تبرير ضيقه وإحباطه وإنشاءً فوقه تُحدد أسلوب التناقل مع المتشكلة.
فإما أن تكون الإشكالية خارجية ولا دخل لك بها فقد تتعاطف مع مشكلته وتشجعه على الاستمرار بجدية في التمرين وإما أن تنشد حل المشكلة إذا كان لها صلة بالتدريب ذاته كمكان جلوسه أو شعوره بأنك لا تهتم باشتراكه أو ما شابه.قد تجد أن واحد من المتدربين خجول أو يحس بأن معلوماته أقل من بيانات الآخرين. إن تشجيعك لذا الفرد بالحديث يبدأ بسلوكك مع المجموعة عموما وبصحبته خاصة. فكلما أظهرت احترامك ورغبتك في الإنصات للمتدربين ولآرائهم أيما كانت متواضعة حينما تشجع ذلك المتدرب على المشاركة. تجنب أي تعليقات سلبية على أفكار المتدربين. إن كان العلة هو ضعف مستوى المتدرب مقارنة بالآخرين فحاول تنمية ثقته وشعوره بمساندتك.
4.اللغة
استخدم اللغة المناسبة للمتدربين وثقافتهم وطبيعة عملهم. المقصود باللغة هنا لغة كتابة المادة التدريبية. غالبا تُستخدم اللغة الإنجليزية في التدريب من دون مبرر وهو الذي يتسبب في خسارة تعب المتدربين في وعى المفردات الغريبة عليهم
إضافة إلى ذلك أدرك مقال التمرين، أما في بعض الحالات التي تكون فيها مصطلحات الشأن معلومة عند المتدربين بالإنجليزية أكثر منها بالعربية ففي تلك الوضعية يصبح التدريس باللغة الإنجليزية أحسن مثل أن تقوم بتدريب أطباء في مقال متطور في الطب وأيضاً الشأن بالنسبة لكثير من المقالات الهندسية.
تُستخدم العربية كلغة الحوار – في جميع الأحوال – وتُستخدم اللغة البريطانية في المصطلحات الخاصة فقط.
5.الحركة أثناء التدريب
تحرك في نطاق غرفة التدريب ولا تجلس وراء المكتب أو تقف ثابتا لفترات طويلة. قاربَ على المتدربين وتفاعل برفقتهم.
في موقف استعمال الشرائح في العرض فلا تجعل كل جملة في الشرائح تبدو لدى ضغطك على الماوس لأن ذلك سيجعلك تقف بجانب الحاسوب طوال الزمن. قبل بداية التدريب تأكد من وجود ممرات يُمكنك التحرك بها بحرية بمعنى أن تكون ثمة مسارات واسعة ولا يعوقك فيها أسلاك ممتدة في الرياح أو وحط عارض المعلومات.
إن اضطررت لاستعمال مكبر الصوت فحاول استخدام المكبر اللاسلكي لأجل أن لا يعوق حركتك وإن اضطررت لاستخدام المكبر السلكي أي التقليدي فحاول أن يكون السلك طويلا بحيث يسمح لك بالحركة.
6.الأسئلة
عليك ان تَسعَد بالأسئلة وأن تستمع لها بحرص لأنها تبدو انتباه المتدربين وتعين على شرح الأمور للجميع. نشد الإجابة بوضوح والتأكد من أن السائل قد وعى الإجابة ولذا بسؤاله أو على يد تعبيرات وجهه وما إلى ذاك. عدد محدود من الأسئلة من الممكن أن يكون بسيطا أو تافها عدد محدود من الشيء، إلا أن على أي حال فإنه يبدو لك أن واحد من المتدربين لم يعي هذه المعلومة البسيطة فاستغل الاحتمالية للتوضيح. الأسئلة التي لا صلة لها بالموضوع يقتضي تجنب الخوض فيها مع شرح تقديرك لأهميتها.
قد لا تعرف الإجابة على بعض الأسئلة فيمكنك أن تعِد السائل بان ترد فوق منه في وقت لاحق بأي أداة من وسائل الاتصال، أو أن تفتح المجال لأجل أن يرد من يعلم من الحاضرين إن وجد. وفي حال أنك أعطيتَ وعدا بالاستجابة بوقتٍ لاحق فعليك الوفاء بوعدك.
7.الختام
اشكُر المتدربين على مساهمتهم وشجعهم على النفع من التمرين في عملهم. تداول التحية مع المتدربين، ويمكن لك أن تُخبرهم بعنوان بريدك الإلكتروني لأجل أن يتواصلوا معك بصدد نص التدريب. يؤْثر أن تتعرف على فكرة المتدربين على يد استبيان قصير لأن ذاك يفيدك في تجهيز الدورات التدريبية المقبلة.بعد التدريب بال في الأشياء التي نجحت وهذه التي لم تجدي. حلل عوامل فشل قليل من طرق التدريب لأجل أن يمكن لها ترقية نفسك في مختلف مرة. خذ وجهة نظر المتدربين في الاعتبار وسعى تدارك الأخطاء في المستقبل. لو كانت لك رابطة بالمتدربين عقب التدريب فحاول علم ما إذا كانوا استطاعوا تأدية شيء الأمر الذي تدربوا فوقه، وإذا لم يكون فحاول علم ما إذا كان السبب راجعا لعدم قدرتهم على التطبيق أم لظروف خارجة عن إرادتهم.
أهم النصائح
أولا:
الدورات الناجحة ترَكِز على التطبيق بما يعني أن يغادر المتدرب من التدريب وقد أتقن تنفيذ شيء ما..
ثانيا
الدورات الناجحة يتفاعل فيها المدرب مع المتدربين ويجعلهم يشتركون بحماس في التمرين ويكون هذا بواسطة أسلوبه وعن طريق تنوع أساليب التدريب فيكون ثمة مناقشات ودراسة حالات وتمثيل أدوار ومحاكاة ومحاضرات.
ثالثا
الدورات الناجحة يستعمل فيها المدرب أمثلة واقعية ويكون يملك خبرة نظرية وعملية.
ولو تأملت في النقاط الثلاث لوجدت نقطة مشتركة بينهم وهي “التطبيق” أو “الناحية العملية”. ولذا من الممكن أن يكون مرجعه إلى تضاؤل تلك النقطة في عدد كبير من الدورات التدريبية المحلية. فانتبه لتلك النقطة واستخدم كل الطرق التي تمكنك من ربط التدريب بواقع عمل المتدربين وتأكد من أن المتدربين أصبحوا ماهرين في استخدام ما تعلموه في واقعهم. لهذا فإنه يمكن القول أننا نحتاج لزيادة استخدام التمارين والمحاكاة وتمثيل الأدوار وكل وسائل التطبيق العملية. هذه النصيحة تلمس القصور المعتاد في الدورات التدريبية إلا أنها لا تكفي وحدها لنجاح التدريب فلابد من تضافر كل العوامل لنجاح التدريب.