علم النفس هو علم يبحث في الدراسة العلمية للسلوك العقلي متضمناً ما نفعل وكيف نتصرف وعملية التفكير في الأفعال وإدراكها، ويُعتبر الفكر والإدراك المعرفي والعلاقات الشخصية المترابطة والنظريات السيكولوجية والمعلومات أدوات تُستخدم في حل المشكلات التي تواجه البشرية على نطاق واسع، وعلم النفس هو العلم الذي يُعني بدراسة النفس ومشتقة من الكلمة اللاتينية سيكولوجيا، ويوجد حالياً عدد من النظريات التي تم التوصل لها بهذا العلم من بينها مذهب الوظائفية ومذهب الإدراكية والتحليل النفسي.
مفهوم علم النفس
ظهرت العديد من التعاريف الخاصة بعلم النفس، واحتوت هذه التعاريف على جميع الجوانب الإنسانية، فيمكن يتم تعريف علم النفس على أنّه أحد العلوم التي تقوم بالتركيز على الحالة الصحيّة وغير الصحيّة للعمليات والوظائف العقلية، مثل الفهم والإدراك والعقل.
من الممكن أن نعرفه كذلك بأنّه العلم الذي يركّز على الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان ويدرس السلوك العام للكائن الحي بكافة أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية.
من أبرز محاور علم النفس التي يقوم معظم الأشخاص بالبحث عنها، جميع السلوكيات التي يقوم بها الفرد والأنشطة العقلية التي تساهم في ظهورها مثل عمليات التفكير، إضافة إلى الجوانب الشعورية والمؤثرات الانفعالية مثل الإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.
أهداف علم النفس
- الفهم: يسعى علم النفس إلى تفسير وفهم سلوك الفرد والمسببات التي أدت إلى ظهوره، ليتمكّن من فهم الآلية التي يحدث بها السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
- الضبط: يهدف علم النفس عن طريق المعطيات التي تُبنى على فهم السلوك ومعرفة مسبباته إلى ضبط هذا السلوك والتحكّم به، عن طريق تحديد المثير وارتباطاته بالاستجابة السلوكية التي تختلف من وقت لآخر، أي معرفة زمن حدوث السلوك والتحكّم بالمتغيرات المستقلة التي تؤدي لظهور ظاهرة معينة ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
- التنبؤ: يقوم علم النفس بتوقع ظهور السلوك ويتنبأ بحدوثه، أي يقوم بوضع الفرضيات لظهور سلوكيات محددة وذلك إذا حدثت بعض المثيرات التي تسبب في ظهور ردود الأفعال السلوكية المتوقعة.
أهمية علم النفس
لعلم النفس أهمية كبيرة في حياة الإنسان والمجتمعات المتعددة، وتكمن أهميته فيما يلي:
- التحكّم بسلوك الأفراد وتوقع حدوثها
- يدرس أنواع سلوك الإنسان والحيوان المختلفة
- يساعد الأشخاص على اختيار طرق التفكير وأنواعها
- يساعد الطلاب على استثمار وقتهم بطرق سليمة في الدراسة واكتساب المعارف
- يساعد الأشخاص على تنظيم أنماط حياتهم المعيشيّة المتعددة
- يدرس القوانين المؤثرة في الظواهر النفسية ويفسّرها ويتوقعها، مع محاولة تغييرها إذا كانت تحتاج لتغيير أو تعديل.
- إنشاء علاقات تقوم على الاحترام بين الأفراد والجماعات المتعددة
- يساهم بتوظيف موسوعات السيكولوجية في جوانب الحياة التعليمية المختلفة.
ميادين علم النفس
- علم النفس العام: هو أحد المداخل الأساسية لجميع علوم النفس، يركّز على مبادئ وقوانين سلوك الإنسان البالغ والعاقل، ويقوم باستخلاص الأسس السيكولوجية العامة لتصرّفات الإنسان.
- علم النفس الفسيولوجي: يدرس هذا العلم الأسس الفسيولوجية لسلوكيات الفرد، التي تتمثّل في الجهاز العصبي ووظائفه، مع المحاولة في فهم طرق حدوث الإحساس وانتقال التيار العصبي داخل الأعصاب، كذلك طرق سيطرة المخ على الإحساس وأداء الفرد، إضافة إلى طرق تأثير الغدد الصماء على السلوك.
- علم النفس الفارقي: هو العلم الذي يركّز على دراسة الفروق الفردية بين الأفراد والمجتمعات والأعراق، والتعرّف على أسباب هذه الفروقات وكيفية تشكيلها والعوامل التي تؤثر فيها، علماً بأنّ هذا العلم يقوم باتباع المعايير لقياس نسبة الذكاء والقدرات الذهنية.
- علم نفس الطفل: يدرس مراحل نمو الطفل المتعددة، والخصائص التي تميزها والعوامل المؤثرة في عملية النمو، وبالتالي تساعد هذه الدراسة على توفير المعلومات التي تقوم بتسهيل طرق التعامل مع الأطفال من حيث التوجيه والتربية وفهم السلوك.
- علم النفس الاجتماعي: يدرس علاقة الأفراد بمجموعة معينة، وعلاقة الجماعات ببعضها البعض، من حيث تنشئة الفرد الاجتماعية وتأثير الأنظمة الاجتماعية والثقافات التي تحيط به وفي توجهاته ومعتقداته، كذلك يدرس الرأي العام ونفسية الجماعة.
- علم النفس التطبيقي: يدرس التطبيق الخاص بقوانين علم النفس في مجالات الحياة المتعددة، ويُقسم هذا العلم إلى علم النفس الصناعي والحربي والجنائي والتجاري والكلينيكي.
دورة علم النفس الاجتماعي
تساعد هذه الدورة المشتركين في التعرّف على ما يفكر به الآخرين ولماذا، والتعرف على تصرفات الناس في المواقف الاجتماعية المختلفة، تضم هذه الدورة مجموعة من الموضوعات في علم النفس الاجتماعي منها كيفية تفكيرنا في أنفسنا وكيف نفكر في الآخرين وكيف نتفاعل ونتواصل مع الآخرين، ويتم مناقشة الطرق التي يمكن للمشتركين بها التأثير على الآخرين والتأثّر بهم، وأخيراً يتم التطرق لبعض الجوانب الإشكالية للسلوك البشري مثل الانحياز والعدوان.
تنطلق الدورة من أهمية ودور العمليات المعرفية وعلاقتها بالعاطفة والبيئة، وكيف يتمثل العالم في أذهاننا والإدراك الاجتماعي وكيف يتكون والتأثير الاجتماعي والعلاقات الشخصية وسلوك المساعدة، بالإضافة للحديث عن الجماعات، وذلك في محاولة لوضع إضاءات حول بعض من أهم موضوعات علم النفس الاجتماعي، لتكون مفتاحاً للراغبين في الاستزادة لاحقاً من هذا الفرع.
محاور الدورة
- معرفة كيف يؤثّر الناس ببعضهم البعض.
- لماذا يؤذي الناس بعضهم أحياناً.
- كيف يفكر الناس بأنفسهم وبالآخرين.
- التواصل غير اللفظي.
- لماذا يتصرف الناس بشكل اجتماعي.
- من أين تأتي الأحكام المسبقة والقوالب النمطية.
دورة أساسيات الدعم النفسي
توفر دورة أساسيات الدعم النفسي والاجتماعي دعماً نفسياً واجتماعياً للمستفيدين، فالحاجة لهذا النوع من الدعم لا تقتصر على فترات الحروب والكوارث، بل قد تمتد الأزمات لنعايشها بفترات من حياتنا ونحتاج أن نمتلك أدوات للتعامل معها.
دورة التقييم والتشخيص والتأهيل النفسي للأطفال
تشتمل هذه الدورة على كيفية قياس القدرات العقلية والمهارات الحياتية والاجتماعية والسلوكية للحالة، بالإضافة إلى تشخيص الاضطرابات والأمراض من حيث النسبة العامة وبالمقارنة مع الأقران ممن هم في نفس العمر مع تقديم صورة واضحة لنقاط القوة والضعف لكل طفل وأحدث الطرق التأهيلية للتغلب على الصعوبات والإعاقات.
دورة معالجة الصدمة النفسية عند الأطفال
أكثر ما يقلق الوالدين والعاملين في مجال الصحة النفسية أثناء الحروب والأزمات هو التعافي النفسي للأطفال المتعرضين للحروب، ففهم الوضع النفسي للطفل في الحرب هو الخطوة الأولى في الرحلة الشفائي، لذلك تركّز هذه الدورة على دراسة الصدمة عند الأطفال من سن الولادة حتى سن ١٢ سنة وآثارها على نموهم العاطفي والمعرفي والاجتماعي والجسدي، وتستعرض الدورة مراحل الفقد التي يمر بها الطفل وكيفية مساعدة الطفل على تخطي هذه المراحل بشكل صحي، كما أنها تتناول اضطراب ما بعد الصدمة وكيفية تشخيصه عند الأطفال، وأخيراً تختتم الدورة بتطبيقات علاجية للتعامل مع الطفل بعد حدوث الصدمة.
دورة مقدمة في العلاج المعرفي السلوكي
يتم في هذه الدورة عرض للعلاج المعرفي السلوكي ونظرياته وتقنياته، والتركيز على الجانب التطبيقي العملي، واستعراض أحدث ما نُشر حول طرق العلاج المعرفي السلوكي، والهدف من هذه الدورة إعطاء مقدمة ومدخل للعلاج المعرفي السلوكي ليستفيد منها المبتدئ والمتقدم.
خاتمة
يعلّم علم النفس كيفية التحقق من التقلبات اللامنطقية للعقل، ووضعها تحت سيطرة الإرادة، فعلم النفس هو أبو العلوم، والذي بدونه كل العلوم وكل المعارف الأخرى لا وجود لها. في دراسة العقل، لا توجد بيانات ولا حقائق، إذ يتم تحليل العقل في حد ذاته، وللتحكم في العقل، يجب التعمّق في العقل الباطن وتصنيف وترتيب جميع الانطباعات والأفكار المختلفة المخزنة هناك والسيطرة عليها، ومن خلال السيطرة على العقل الباطن تتم السيطرة على الوعي.