كيف تفرق بين التدريب والإلقاء ؟

ان تنمية المهارات الفردية والجماعية كلف تحتاجه الأمة لنهضتها من تلك الكبوة التي أصابتها .

ولكون التدريب واحد من أساليب التعديل الذاتي، وإنماء الخبرات المهارية، و مع انتشار “حمى” التدريب في وقتنا الحالي كان الحوار عن التدريب الفعال مهماً، لتطوير تأدية المدربين، وتزويد معيار المتدربين ..

وبداية نريد الإشارة على أن تواجد حلقة تدريبية ليس هو ذاته تواجد محاضرة تثقيفية في الأمر ذاته.

ذلك أن “المحاضرات” بصفتها أسلوباً لنشر المعلومة تؤدي مهمة (نقل المعلومات الموجودة عند المحاضر إلى حشْد مستمعيه) ، ويكون دور الجمهور هو التلقي فحسب.

كيف تفرق بين التدريب والإلقاء ؟

أما التدريب فشيء أجدد، حيث الحديث فيه يكون متبادلاً ومشتركا بين الشخصين، وهو نقل للخبرة وليس للمعرفة، و يحتوي تطبيقات عملية ينهي إجراءها طوال الحلقة التدريبية، وهكذا توضيح الطريقة الصحيحة للأداء، وتقويم تأدية المتدربين .

وهذا فإن التدريب النافذ يسلك – غالباً – مسلك المجموعات الضئيلة ولايتعامل مع الحضور كمجموعة واحدة، وتلك التوزيع متعمدة للعثور على تتظل أشد، وتحفيز المشاركين لأداء التمارين المقترحة .

ويتجنب المدرب المُجدي أسلوب ضخ المعلومات العديدة، وإنما يمنح نُظم وأسس ويستطرد بذكر الأمثلة والوقائع، ثم ينتقل إلى الحضور في مجموعاتهم، ويكلفهم بمجموعة من التدريبات التي تقوم باختبار الخبرات المهارية أو تنفيذ المعلومات أو اكتشاف الطاقات أو نحوها .

وذلك كان من خصائص التدريب الفعال : التنويع في أساليب إيصال المعلومة للمتدرب، فتارة يكون الإلقاء، وأخرى عن طريق العروض المتحركة، وثالثة بواسطة لوحة الرسم، ورابعة من خلال تفويض أحد المتدربين للحديث عن قضية من القضايا .

وتستغرق الحلقات التدريبية وقتاً أطول بكثير من أوقات المحاضرات، ويفترض فيها أن يقوم المدرب بالانخفاض من برجه العاجي إلى معدّل الحضور وملامسة مشاعرهم، وإضفاء جو من الارتياح والسعادة على الحلقة التدريبية.

ومن خصائصه أن يشعر المتدرب بعد خروجه من الحلقة التدريبية باكتسابه للمهارة بل وربما إتقانها .

ويقتضي التدريب النافذ أن يكون المدرب متمكناً في الشأن الذي سيدرب فيه، ومتميزاً في أدائه، ناجحاً فيه، ذاك أن الحضور بطبيعتهم يطرحون الكثير من التساؤلات وآراء، الأمر الذي يكشف عن مدى إتقان المدرب وتخصصه، بخلاف أسلوب الخطب والمحاضرات التي يقوم فيها الملقي بالحديث المستمر دون مقاطعة، ثم يختم حديثه .

وإذا شعر الحضور بأن المدرب – ذاته – غير متقن لهذا الميدان الذي يدرب فيه، فإن مقدار استفادتهم من الحلقة سوف تكون أقل من القليل .

هذه بعض شكل وجه التدريب الفعال، والذي نأمل أن يكون هو الصبغة الغالبة على ورشاننا التدريبية، وأن لايكون الهدف المادي، واستغلال حاجة الناس للمعرفة وشغفهم بها سبباً لارتياد الفن ممن لايحسنه

كيف تفرق بين التدريب والإلقاء ؟