التعليم عن بعد يعتبر من أبرز النتائج التي رافقت انتشار وباء كورونا، حيث كان هذا الوباء بمثابة الدافع الذي سرع من تطوير عمليات التعليم عن بعد واللجوء إليها واعتمادها بشكل رسمي، فسابقا كان هناك الكثير من المحاولات للنهوض وتطوير عمليات التعليم عن بعد إلا أنها لم تشهد إقبالا أو رواجاً ولم يكن لها حاجة كما هي اليوم.

تم استبعاد معظم أساتذة الجامعات والمحاضرين عندما أجبر جائحة الفيروس التاجي مديري الحرم الجامعي على إيقاف جميع المحاضرات والفصول الأكثر تفاعلية بدءًا من 10 مارس. قلة منهم لديهم خبرة في تدريس الدورات عبر الإنترنت. كان على معظمهم التسرع في تعلم كيفية إلقاء المحاضرات عبر Zoom إما من خلال دورات b أو غيرها من خدمات المؤتمرات عن بعد، أو تعلم من الزملاء كيفية المشاركة عن بُعد.
يبدو أن التعلم في الفصول العملية مثل المعامل والتربية البدنية وفصول الأداء قد تم تجنبه.
ولكن بعد ذلك، يوم الجمعة، 13 مارس، ألغى الحرم أيضًا جميع الفصول الدراسية، مما أعاق التدريب التفاعلي المهم في العديد من المجالات. كيفية تعليم الرقص أو فنون الأداء، وكيفية صنع المزهريات على عجلة الخزاف، وفحص الجيلي، ومعايرة الحمض أو استخدام ماصة (أداة معملية استخدمه لقياس حجم السوائل) دون ممارسة مباشرة وتدريب في الفصل؟

واجه طلاب الدراسات العليا القرار بشجاعة. بعد التحذير المسبق من أن المختبرات ستنتقل عبر الإنترنت، عمل حوالي 110 من أعضاء هيئة التدريس (مساعدين) في قسم الكيمياء – GSI – في نوبات، وتجارب تصوير فيديو في تسعة فصول مختلفة في المختبر، إرسال عبر الإنترنت من الكيمياء العامة إلى المتقدمة. ثم قاموا بدمج الوسائط المتعددة في عرض تقديمي لـ PowerPoint، والذي يمكن لحوالي 2500 طالب النقر فوقه ببساطة لتحميل البيانات والحصول على البيانات التي يحتاجون إليها لكتابة وتقديم التقارير المعملية.
علينا بالتأكيد أن نشيد بالكلية الخريجين (TA).

قالت لورا فريدريكسن، مديرة وكالة الدعم التعليمي بالقسم، إنهم تقدموا بالفعل واستخدموا كل ما لديهم من ذكاء وإبداع. جاؤوا إلى هنا لدراسة الكيمياء والحصول على درجة الدكتوراه في الكيمياء، وليس للذهاب إلى مدرسة السينما. لكنهم فعلوها، فعلوها هذا جيدا حقا.
لين تشونغكون (آندي)، طالب دراسات عليا في السنة الثانية، هو أحد المعلمين المتخرجين. لقد التقط جهاز GoPro الخاص به، والذي استخدمه للتزلج، وفي غضون أيام قليلة ساعد في صنع المواد التي تم إعدادها واختبارها بعناية على مر السنين.

كتب في رسالة بالبريد الإلكتروني شعرت وكأننا ندخل إلى أرض لم نستكشفها من قبل. أردنا إنشاء تجربة تعليمية تتيح للطلاب التعلم بالسرعة التي تناسبهم، ونتوقع منهم أن يدرسوا عبر التعليم عن بعد لفترة أطول، وفي نفس الوقت كان علينا تحديد الأهداف وإعطاء تعليمات واضحة للغاية. ربما جزء الجزء الأصعب هو البحث في التعليم عن بعد عن ردود فعل فورية ؛ وإلا فإن التجربة ستكون قناة أحادية الاتجاه.
عملية المحاضرة ؛ ساعات المكتب الافتراضية
يجب أن يتحرك أستاذ الكيمياء المساعد مايكل زيورخ بسرعة أيضًا لتكييف محاضرات معمل الكيمياء الفيزيائية عالية المستوى في التعليم عن بعد . بعد مجيئه إلى الحرم الجامعي منذ سبعة أشهر، قال إنه شخص يحب التنقل والمشاركة في الفصل. اقترب من أحد الطلاب واسأله: ما رأيك في هذا؟ أو اسأل إذا لا مشكلة.
بينما كان يتعلم كيفية البث المباشر لمحاضراته الأسبوعية، عمل مساعديه الثلاثة المدرسين على مدار الساعة لوضع جميع التجارب المعملية على الإنترنت.
إنها وظيفة رائعة لأعضاء هيئة التدريس (TAs) للوصول إلى ما نحن عليه اليوم: تقول زيورخ، في رأيي، يمكن للطلاب إكمال الدورة بنسبة 100 ٪ والحصول على درجة بهذه الطريقة. جميع الدورات الست متاحة عبر الإنترنت من خلال عروض PowerPoint التقديمية، مع مدربين من طلاب الدراسات العليا ينتظرون ساعات العمل الافتراضية عبر Zoom. يمكن للطلاب العائدين (بعضهم خارج الولايات المتحدة) إرسال تقارير معملية كملفات PDF وحتى اختيار إرسال تقارير شفوية عبر Zoom.
قالت آن بارانجر، مديرة الكيمياء بالجامعة وأستاذة تدريس الكيمياء، “أعتقد أن أعضاء هيئة التدريس بأكملها يتعرضون لضغوط”. إنه تحول مزعج للغاية للقيام بالأشياء بهذه السرعة. لا يمتلك المعلمون بالضرورة المعدات التي يريدونها لإتمام عمليات التعليم عن بعد، ولا يمكنهم تجربتها مسبقًا. حتى داخل المحاضرة الفصل الدراسي، يحب الناس أن يتدربوا في وقت مبكر.

الآن يحاول الناس أشياء مختلفة ويتبادلون الأفكار على الفور.
يجلس زيورخ الآن في المنزل لإجراء محاضراته في Zoom، ولكن حتى الآن لم يكن هناك الكثير من التعليقات: هذا أمر مؤسف حقًا.
ما نفتقده هو التفاعل الإيجابي، وشعرت على الفور أن شيئًا ما مفقود، لكنه أفضل ما يمكننا فعله الآن. لا يتعين علينا نحن المدربين تعلم التكنولوجيا فحسب، بل يتعين على الطلاب أيضًا التعود على استخدامها بنشاط. أتخيل أن هذا سيتحسن كلما استخدمناه أكثر.
قال بارانجر إن التركيز (المعمل) ينصب على الخبرة العملية، والتي للأسف لن يتم تفويتها الآن.
كل من الطلاب والمعلمين يتكيفون
ميشيل دوسكي، محاضرة في كليات ومعاهد Chem1B و Chem1AL، دورات الكيمياء المختبرية والتمهيدية، مستعدة بشكل أفضل من غيرها. قبل بضع سنوات، التحقت ببرنامج تعليمي إيجابي على مستوى الولاية قدمته قاعة لورانس للعلوم. لكن التقنيات التي تتعلمها لا تنطبق دائمًا على Zoom، أو متوافقة مع العمل عائلة. بدلاً من بث محاضراتها في Chem 1AL إلى 600 طالب، عملت على إنشاء مقاطع فيديو يمكن وضعها على الإنترنت حتى تتمكن من استضافة حفلات مشاهدة بينما يشاهد الطلاب المواد ويناقشونها.

كما أنه يركز على الصعوبات التي يواجهها بعض الطلاب في التعلم عن بعد، وخاصة أولئك الذين يعودون أحيانًا إلى المنزل في بيئة فوضوية ولا يمكنهم العثور على بيئة دراسة هادئة تساعدهم في موضوع التعليم عن بعد. الأماكن التي يذهب إليها الطلاب عادة للدراسة، مثل المكتبات العامة والمقاهي، مغلقة الآن بسبب الوباء. أجاب أحد الطلاب في استطلاعها المجهول لقضايا الإنترنت، كتبت:
الأمور في المنزل صعبة بالنسبة لي شخصيًا. كان من الصعب أن أجد مكانًا يمكنني أن أدرس فيه بفاعلية عن طريق التعليم عن بعد، ولم تجعل عائلتي الأمر أسهل. كما توفيت جدتي اليوم. كما أنني ملتزم بمساعدة الشركة العائلية. الآن بعد أن عدت إلى المنزل، أشعر بالتوتر بشأن المدرسة وأجدها صعبة جيد في فهم الغرض من المختبر.
قالت دوسكي: “إنه أمر محزن و موجع للقلب”.
عندما لجأت إلى زملائها للحصول على المشورة بشأن كيفية مساعدة هؤلاء الطلاب، حاولت إيجاد التوازن في بيئة التعليم عن بعد في المنزل.
“إنني أبذل قصارى جهدي”، اعترفت بعد أن أُعطيت إخطارًا لمدة يومين بأن جميع الفصول الدراسية متصلة بالإنترنت. عملت من 12 إلى 15 ساعة للتحضير.
قالت: “لقد كتبت لطلابي أنني يجب أن آخذ قسطًا من الراحة. كان جسدي يستسلم وكان علي أن أرتاح. لذلك أخبرتهم أنني أمدد الموعد النهائي لأنني ما زلت بحاجة لبضعة أيام أخرى. لقد وافقو.
الكثير من العقبات (Lots of hurdles)
اجتمع مختبر بيولوجي كبير آخر، Bio1AL، في 13 مارس للتعرف بشكل مثير للسخرية على تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) وكيفية تحضير عينات لتسلسل الحمض النووي – كل التقنيات المستخدمة الآن لتشخيص عدوى COVID-19. إغلاق الحرم الجامعي جعل مدير المختبر إيرول كيبكيب يفكر في البدائل في هذا القرن واليوم العشرون مخصص للتعلم الفردي، مثل إرسال مجموعة معملية لكل فصل من 600 طالب لإكمال التعليم المنزلي.

ومع ذلك، لا ينطبق هذا على تشريح الفئران المقرر إجراؤه في أبريل، لذلك قد يتعين على معلمي المختبرات إنشاء مقاطع فيديو للطلاب لمشاهدتها عبر الإنترنت وتطبيق التعليم عن بعد. وينطبق الشيء نفسه على مقاييس ما بعد المعمل استجابات الطلاب للتمارين. قد لا يكون الفيديو خيارًا حتى، حيث لا يُسمح لـ Kepkep والمدربين بالتواجد في الحرم الجامعي دون إذن.

قال كيبكيب إن الطلاب كانوا يسألون فقط، ماذا سنفعل في التعليم عن بعد؟ ما هي المهام التي نحتاج لإنجازها؟ إنه أمر محير، خاصة وأن لدينا الآن بعض الطلاب في بلد آخر بفارق زمني بين 8 و 12 ساعة. وأضاف أن محاولة معرفة الوضع معقدة ولن يرضي الجميع أي حل.
الطلاب الجامعيين ليسوا وحدهم الذين يتعاملون مع تحديات التعليم عن بعد.

حتى المدربين يواجهون صعوبات. عاد شخص قام بتدريس Bio1AL إلى تكساس، بينما لم يكن لدى آخر ما يكفي من المعدات أو المساكن لاستخدام Zoom بشكل فعال.
قال كيبكيب إن هناك العديد من العقبات ضمن التعليم عن بعد. لا يزال هذا لا يعالج كيفية إجراء الاختبارات، والتي غالبًا ما تكون أسئلة متعددة الخيارات. من الصعب اختبار ما يتعلمه الطلاب إلى حد ما، والتنسيق مع الجميع في مناطق زمنية مختلفة، و (من خلال) تغيير اتصالات الإنترنت.
كان على Kepkep أيضًا تعليم المعلمين غير المعتادين على Zoom واللوحات البيضاء الافتراضية وأدوات الدورة التدريبية الأخرى عبر الإنترنت.
قال: “ما زلنا نتعلم ونحاول اكتشاف”.
أشار Dosky إلى أن الجامعات تدرك صعوبة الاتصال بالإنترنت بسرعة وتشجع المعلمين على خفض توقعاتهم.
قالت إنه من غير المعقول أن نتوقع من الطلاب أن يكونوا قادرين على تعلم نفس القدر من الأشياء بطريقة التعليم عن بعد لأننا جميعًا غريزيون وليسوا مدفوعين بالمعلومات ويمكنهم التعلم في بيئة جيدة عبر الإنترنت، بالطبع، لكنني لا أعتقد ذلك. هو الكثير الذي نقدمه. كنا نكافح فقط للالتقاء. هذا هو المكان الذي يكمن فيه الإحباط.
يتفاؤل معظم أعضاء هيئة التدريس وخريجين ومديري المختبرات بأن الإنترنت سيعمل بشكل جيد بمجرد أن يتمكن الناس من التعلم. يقوم الجميع بتدوين الملاحظات، والتعلم من بعضهم البعض من خلال منصات مثل teacherernet، ويحاول الحصول على المدخلات يتعلم الطلاب ما يصلح وما لا يصلح.
ومع ذلك، يبدو أن القليل منهم يرغبون في أن تكون المعامل أو المحاضرات عبر الإنترنت هي الوضع الطبيعي الجديد.
ومع ذلك، أشارت زيورخ إلى أن المواد التي يعدها الجميع الآن يمكن أن تكمل الدورات المستقبلية وتجعلها في متناول الطلاب ذوي الإعاقة. في المرة التالية التي يغلق فيها Cal Fire الحرم الجامعي، سيكون الحرم الجامعي جاهزًا.